قصّة إنسان …..
رأيت طفلا خلف القضبان****
يبكي ودموعه سالت وهو حيران
سألته: من أنت، في حين****
فشاهدت الدّموع تملأ المكان
فأجاب بهلع و قلبه ينبض من شدّة الخفقان
أنا جرح الزّمان****
جرح لا يشفيه النّسيان
زعموا بأنّي من ألّفت قصيدة الدّموع و الحرمان
إذ سكنت بي الأوهام
فتهت بين الغدر و الظّلام
إنا قصّة رواها إنسان***
فكانت نهايتها دموع الأحزان
دمعة مني نزلت في الظّلام
هذا جزائي لأني أحببت فلسطين
وكنت بها المتيّم الولهان
فبحثت عن الأمان***
ولكن محيت طفولتي بغدر الزّمان
فاضحيت يأس الأيام***
قلب يريد الجنان***
فهل هذا طلب صعب المنال؟؟
أم أنا أطلب المحال…
أريد فقط نظرة سلام***
و كلمة تعيد إلى الفؤاد الحنان
فهل هذا بالإمكان؟؟
أين الأهل و الخلاّن؟؟
ليقفوا معي وقفة إحسان
فانا ببلدي مجنون
و بغيرها لست مفتون***
روحي و دمي فدى لوطني
فارحم هوايا يا زمان***
لأني بهوى الشّهيد أعشق
و ما أنا بالجبان الأحمق***
فالموت يزحف قادما و به الدّلائل تنطق
و نفسي تستقدم و بالشّهادة تعشق
كجنّة عدن فتحت و المسك منها يعبق
فحبّ الشّهادة عليّ واجب***
و قلبي بذلك يخفق
لأني بها مغرم و الفؤاد بها معلّق
يارب اكتبني شهيدا في دمائي أغرق
نفسي من أجل فلسطين تناجي بنزيف و أنين
فيا من تدّعون بأنكم إخوان***
لندعوا معا الرّب المنّان***
أن يحرّر خير الأوطان
بلد الفرسان و الشّجعان***
موطأ الفرقان و بقاع التّبيان
فإن كنت مرفأ الأحزان***
فسأضحى شاطىء النّسيان
و أكون مجرّد ذكرى و بقايا إنسان